شرح لامية شيخ الإسلام ابن تيمية
محنة الإمام أحمد بن حنبل
كذلك أخذ هذه العقيدة أيضا رجل يقال له: ابن أبي دؤاد اسم> وتمكنت العقيدة السيئة من قلبه، ومع الأسف كان مستشارا عند الخليفة المأمون العباسي اسم> ؛ فزين للخليفة هذه العقيدة، ومنها أن الله لا يتكلم، وأن القرآن مخلوق ليس هو كلام الله، ولما زين ذلك للخليفة دعاه إلى أن يمتحن الناس، ويلزمهم على هذه العقيدة، ويجبرهم عليها؛ فوافقه الخليفة، وقد أوذي في زمانه أهل الحديث، ووصل الأمر إلى إمام أهل السنة أحمد بن حنبل اسم> -رحمه الله- ولكن دعا الإمام ربه ألا يريه وجه المأمون اسم> فاستجاب الله دعوته، ومات المأمون اسم> قبل أن يأتي الإمام أحمد اسم> ولكن تولى بعده أخوه المعتصم اسم> ووافق ابن أبي دؤاد اسم> على المحنة، وامتحن الإمام أحمد اسم> على هذه العقيدة أخذوا يقولون له: قل: إن القرآن مخلوق، وقل: إن الله لا يتكلم وإلا ضربناك، وضربوه ضربا شديدا ويقول عند الضرب:
لــست بتابـع يـا ويحكم | لكـمـو بــلا بـرهـان |
أترون أني خائف من ضربكم | لا والإلـه الواحـد المنـان |
واستمر على ذلك إلى أن تولى بعده ابنه الواثق اسم> ثم ابنه المتوكل اسم> الذي نصر السنة، وأكرم الإمام أحمد اسم> -رحمه الله- وانتشرت السنة، وتمكن أهل السنة؛ ولكن مع الأسف في القرن الرابع اختفى أمر السنة، وكاد أن يتمضحل، وصاروا يعتقدون معتقد الأشعري اسم> والكرامي اسم> وابن كلاب اسم> وظهر أيضا معتقد المعتزلة .
ظهر رجل يُقال له: أبو الهذيل العلاف اسم> على معتقد المعتزلة في تعطيل الله عن الأسماء والصفات، وكذلك أبو هاشم الجبائي اسم> والجاحظ اسم> ونحوهم من المعتزلة الذين كتبوا في هذه الاعتقادات .
مسألة>